
خير يوم طلعت عليه الشمس .. لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد و النعمة لك و الملك .. لا شريك لك
رغم طرافة قرار منع تدخين الشيشة فى مقاهى الإسكندرية – و ما أكثر هذه المقاهى – و إستحالة السيطرة على مدمنين الشيشة أو النارجيلة ، و معظمهم من النساء و الفتيات ، إلا إننى أتمنى أن تكتمل هذه المبادرة بإغلاق مصانع تصنيع السجائر أيضاً ، كالشركة الشرقية للدخان (إيسترن كومبانى) ، و إيجاد وظائف بديلة للعاملين فيها ، كى نجبر المدخنين جبراً على عدم التدخين و رحمة صدورنا من الدخان المسموم .
هزت قلبى ، و أعتقد أنها هزت كل القلوب ، أغنية (عندى خطاباً عاجلاً إليك) لأم كلثوم عندما عرضها برنامج (العاشرة مساءاً) لمنى الشاذلى على قناة (دريم 2) يوم السبت الماضى 25 سبتمبر 2010 ، حيث تمت إذاعتها خلال الفيلم الوثائقى مصاحبة لجنازة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ، و كانت الحلقة عبارة عن حوار طويل مع مهندس (عبد الحكيم) أصغر أبناء ناصر الخمسة .
التوقيت الشتوى أو الرمضانى جرينتش + 2 هو التوقيت الأصلى لمصر طبقاً لخطوط الطول و دوائر العرض ، أى أن التوقيت الصيفى جرينتش + 3 هو توقيت دخيل علينا .
و قد وصلت إستهانة الحكومة بملايين المصريين إلى حد جعل التوقيت الشتوى توقيت رمضانى فقط !!!
فقد بدأ هذا العام ليلة الأربعاء أول رمضان و سوف ينتهى ليلة العيد ، ثم يعود فى موعده السنوى فى الخميس الأخير من سبتمبر ، أى بعد عشرين يوم فقط من إيقافه !!!
الخطأ ليس خطأ الحكومة ، لكنه خطأ الناس التى ترضى بأى قرار تصدره الدولة دون إعتراض أو نقاش ، مما جعل الحكومة تستخف بالمواطنين و تستهين بهم بشكل غريب ، و الناس تطيعهم فى كل شئ بشكل أغرب .. طبقاً للآية الكريمة التى تقول (فأستخف قومه فأطاعوه) 54 – الزخرف
ثار العالم كله من أجل الشهداء الأتراك الذين سقطوا فجر اليوم فى (أسطول الحرية) على أيدى المارينز الإسرائيليين ، و هم حاملين المعونات و المساعدات فى طريقهم لغزة .. حقاً رب ضارة نافعة .
و رغم إن هذه بداية تبشر بخير ، إلا إننا كنا نتمنى أن تحدث ثورات مماثلة على ما يحدث فى الفلسطينيين كل يوم !!!
كى لا تحدث أزمة بين مصر و لبنان كتلك التى حدثت بين مصر و الجزائر ، علينا أن نحكم عقولنا تجاه تلك الحادثة البشعة التى راح ضحيتها شاب مصرى فى قرية كترمايا بجنوب لبنان .
كترمايا هى قرية من قرى قضاء الشوف فى محافظة جبل لبنان ، و الشاب المصرى القتيل كان يقيم فيها منذ شهور قليلة فقط مع أمه المصرية و زوجها اللبنانى ، حيث كان يعمل مساعد جزار مع زوج الأم .
تم إتهامه فى جريمة إغتصاب قاصر ، و ثبتت براءته منها ، ثم تم إتهامه فى جريمة قتل جدين و حفيدين من جيرانه ، و قبل أن تثبت براءته أو إدانته ، كان معظم – و لا أقول كل – أهالى القرية قد أصدروا حكمهم بالثأر منه يوم الخميس الماضى 29 إبريل 2010 !!!
معظمنا شاهد عملية الثأر البشعة و التمثيل بالجثة على جميع القنوات الفضائية و الإنترنت ، و ما أثار غضب و إستياء المصريين و معظم العرب – بما فيهم لبنانيين كثيرين – هو الطريقة التى تم بها الثار !!!
نعم ، لو عكسنا الأمر ، أى لو قام لبنانى بقتل أربعة من أسرة مصرية واحدة ، خاصة فى الجنوب أو الصعيد ، لفتكت به الأهالى ، لكن ما كان المصريون سيجردونه من كل ملابسه و لا كانوا سيسحلونه على الأرض أو يطوفون به فوق سياراتهم و لا كانوا سيعلقونه على عمود إنارة لإلتقاط الصور التذكارية معه .. لكن طبعاً لا يقارن أى شعب عربى آخر بالمصريين فى نخوتهم أو طيبتهم !!!
و رغم إن قلبى موجوع و دمى يغلى من أجل إبن بلدى – حتى لو كان قاتل – لكن لابد أن نضع الأمور فى نصابها الصحيح ، فتلك الحادثة فردية .. فردية .. فردية ، و لا تعبر عن الشعب اللبنانى بأى حال من الأحوال .
ليس حباً فى الشعب اللبنانى و لا من أجل سواد عيونهم ، لكن لأن ما فعلها هم بعض الأهالى الغاضبين ، و ليس ألاف المشجعين لفريق كرة قدم مثلاً كما حدث مع ألاف المصريين من ألاف الجزائريين فى الخرطوم ، و لا مجال هنا لمقارنة محاكمة المصرى هشام طلعت من أجل اللبنانية سوزان تميم بهذه الجريمة النكراء !!
إلى محمد سليم محمد مسلم .. المتهم القتيل – و ليس القاتل القتيل – أقول له :
لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها !!!
لو كنت بالفعل قاتل الأربعة ، فهنيئاً لك جنات الفردوس الأعلى لأن القصاص منك قد إنتهى فى الدنيا ، و لم يبقى عليك ديون مؤجلة للآخرة بإذن الله ، أما إذا كنت برئ من القتل – و هذا ما أتمناه – فهنيئاً لك رفقة أسد الله حمزة بن عبد المطلب و رفقة كل موتى المسلمين الأطهار الذين مثلت بجثثهم ، و هنيئاً لك ندم و حسرة سيرثها طوال عمرهم كل من فعلوا بك هذا ، و قصاص منهم فى محكمة العدل الإلهية !!!
وافق مجلس الوزراء بجلالة قدره – و ليس مجلس الشعب – أمس الأربعاء 14 إبريل 2010 على تعديل قانون التوقيت الصيفى الذى كان من المفترض أن يبدأ مثل كل عام فى الخميس الأخير من شهر إبريل ، و ينتهى مثل كل عام فى الخميس الأخير من شهر سبتمبر ، و هذا التعديل من أجل رمضان القادم بإذن الله ، كى لا يزيد عدد ساعات الصوم .
لكن لم يخبرنا أحد : هل هذا التعديل دائم أم مؤقت ؟! أى هل تم إلغاء التوقيت الصيفى العقيم إلى الأبد ... أم سيتم إلغاءه لعدة سنوات فقط حتى يخرج رمضان من الصيف و يعود مرة أخرى إلى الشتاء ؟!
أنا عن نفسى أتمنى إلغائه إلى الأبد .. فهو توقيت فاشل جداً .
ظاهرة غريبة جداً و دخيلة على مجتمعنا السكندرى الراقى المتحضر . على شاطئ قنال المحمودية البحرى – و ربما القبلى أيضاً – تقام بعد ظهر كل يوم جمعة حلبة لمصارعة الديوك أو cockfight !!!
تلك الرياضة الدموية الوحشية التى أصبحت الآن محرمة دولياً و غير قانونية فى معظم دول العالم الأقل تحضراً ، تقام هنا على أرض الأسكندرية و عقب صلاة الجمعة المباركة ، فأى تناقض هذا ؟! مجموعة من المراهنين المقامرين يلتفون حول ديكين يتصارعان لساعات طويلة حتى يقتل أحدهما الأخر ، و كلما أوشك أحد الديكة على السقوط ، يرشه صاحبه بالماء كى يفيق و يستطيع مواصلة اللعبة حتى النهاية كى يقبض هو الرهان !! بل و تجد بين هؤلاء المتراهنين كبار سن و ملتحين بالتدين الزائف ، و عندما تعاتب أحدهم و تقول له : إزهاق الروح و النفس حرام !! يرد عليك بمنتهى الغلظة و اللا آدمية : لا يوجد نص صريح يحرم هذه المصارعة !! بل و يقول بمنتهى البجاحة : أولى أن تثوروا من أجل أطفال فلسطين الذين يذبحون كالدجاج ، و ليس من أجل ديوك فى النهاية تذبح و تؤكل ؟! لا أفهم ما العلاقة ؟! أو لسنا حزانى من أجل الأطفال ؟!
و حتى لو لم يكن هناك آية أو حديث شريف ، فأين الرحمة و الإنسانية و الرفق بالحيوان ؟! أى متعة سادية فى رؤية طائر أو حيوان يذرف الدماء من كل قطعة فى جسده ، ثم يسقط على الأرض و يموت ؟!
ذبح الديك بالطريقة الإسلامية لا يعذبه عذاب المصارعة حتى الموت !
أتمنى لو يتحرك أحد من وزارة الداخلية لمنع هذه اللعبة الإجرامية التى تردنا للبربرية و الهمجية و وحشية الجاهلية الأولى .
يأتى كل عام اليوم 21 مارس ، و عندما نادى العقلاء بإلغائه من أجل الأيتام ، تفتق ذهن طائفة أخرى عبقرية عن عمل عيد اليتيم فى الجمعة الأولى من شهر إبريل كل عام لإسعاد أطفال الملاجئ و اللقطاء !!! و كأن الأيتام هم الأطفال فقط !! أى شخص يفقد أمه حتى لو كان فى السبعين من العمر ، فهو يتيم .
أمى مازالت حية ترزق – أعطاها الله الصحة و بارك لىّ فى عمرها – لكننى فى هذا العيد لا أستطيع الكف عن التفكير فى الأيتام الشباب و الرجال و الشيوخ الذين رحلت أمهاتهم إلى السماء أو الذين لا يعرفون لهم أم .. لا أستطيع نسيان العجائز و الشيوخ فى دور المسنين الذين تنكر لهم أبنائهم .. لا أستطيع نسيان السيدات و النساء العواقر اللاتى حرمن من الإنجاب .. لا أستطيع نسيان تلك الأمهات الشابات اللاتى فقدن أبناء صغار أو الأمهات العجائز اللاتى فقدن شباب فى عمر الورد .
قد تكون هذه القصيدة التعيسة غير مناسبة على الإطلاق لهذه المناسبة السعيدة الحزينة ، لكننى أحبها جداً .. قصيدة قلب الأم للشاعر التونسى الشهير أبو القاسم الشابى عن أم شابة فقدت طفلها الصغير ، فنسته الناس و لم تنساه هى ، و أبو القاسم رغم شهرته العريضة ، إلا إنه رحل عن الحياة و هو يبلغ 25 عام فقط لا غير ، و بالتأكيد ترك فؤاد أمه يحترق عليه كأنه تنبأ فى هذه القصيدة بمشاعرها بعد رحيله .
و قد إخترت لكم هذه الأبيات من القصيدة الطويلة جداً لأنه أقوى مقاطع القصيدة فى نظرى :
كلاً نسوك و لم يعودوا يذكرونك فى الحياة *** و الدهر يدفن فى ظلام الموت حتى الذكريات
إلا فؤاداً ظل يخفق فى الوجود إلى لقاك *** و يود لو بذل الحياة إلى المنية و إفتداك
فإذا رأى طفلاً بكاك و إن رأى شبحاً دعاك *** يصغى لصوتك فى الوجود و لا يرى إلا بهاك
فى ذكرى ميلاد نور العين و حبيب القلب و العمر و درة الفؤاد .. سيدنا و مولانا محمد – صلى الله عليه و سلم – من كان فى الأرض محمد و فى السماء محمود .. أهدى له هذه الأبيات القليلة من القصيدة الطويلة للإمام أبو حنيفة النعمان :
أنت الذى من نورك البدر إكتسى **** و الشمس مشرقة بنور بهاك
أنت الذى لما رفعت إلى السما **** بك قد سمت و تزينت لسراك
هوداً و يونس من بهاك تجملا **** و جمال يوسف من ضياء سناك
أنا طامع بالجود منك و لم يكن **** لأبى حنيفة فى الأنام سواك
من اليوم الخميس 25 فبراير 2010 حتى الأحد 14 مارس 2010 ، تقيم مكتبة الأسكندرية معرضها الدولى الثامن للكتاب
ضيف شرف المعرض هذا العام : موريتانيا و فرنسا .
إننى أفضل إطلاق اللقب الجديد منتخب الساجدين ، و ليس منتخب الفراعين أو الفراعنة ، على المنتخب المصرى لكرة القدم .. ليس لأننى مسلمة متطرفة ، بل لأننا لسنا واثقين من نسبنا الفرعونى ، و لأنهم أثبتوا بجدارة أنهم يحملون بالفعل أخلاق الساجدين .
أمس الخميس 28 يناير 2010 بات الشعب المصرى كله سعيد سعادة لا توصف بفوز منتخبنا القومى على نظيره الجزائرى 4-0 فى أنجولا فى الدور قبل النهائى ، و طرد ثلاثة لاعبين جزائريين بربر .
لم أستطع أمس منع نفسى من الصراخ و الهتاف و غناء الأغانى الوطنية لفريقنا القومى .. فأنا قبل أن أكون عربية و مسلمة ، فأنا مصرية حتى النخاع و أعشق تراب هذه البلد ، حتى لو كان رئيسها طاغية و حكومتها فاسدة !
و ليست فرحتنا بهذا النصر العظيم و الفوز النظيف جداً لصعودنا للدور النهائى ، فنحن لا ينقصنا كأس الأمم الإفريقية التى حصلنا عليها ست مرات ، منهما مرتين متتاليتين ، و ستكون هذه الثالثة على التوالى بإذن الله ، و ليست فرحتنا لأن الإنتصارات الكروية قد أصبحت هى الشئ الوحيد الحلو فى أيامنا أو الذى يهون على المصريين صعوبة الحياة ، فقد أجمع تقريباً كل المصريون أمس على إنه حتى لو هزمنا أمام غانا الأحد القادم ، فإنه يكفينا إنتصار أمس العظيم .. إذن لا مجال لشماتة البرابرة الجزائريين فينا !!
و ليست فرحتنا لأننا كنا نخشى مواجهة الجزائر أو أنهم فريق قوى ، فالعملاق لا يهاب الأقزام ! و مصر عملاقة .. عملاقة .. عملاقة !
فرحتنا كانت لحصولنا على التعويض المناسب و رد الإعتبار و الثأر للكرامة المصرية عن مباراة السودان المأساوية يوم الأربعاء 18 نوفمبر 2009 ، و حتى لو أنكر اللاعبون المصريون أنفسهم أن فرحتهم بالثأر كانت أكبر من فرحتهم بالفوز .. فهذه دبلوماسية و سياسة واجبة عليهم .
لو كان الأمر قد إقتصر فقط على أربعة أهداف مقابل لا شئ ، لقولنا إنه تفوق و فوز ، لكن طرد اللاعبين الثلاثة هو المكسب الحقيقى ، لأنه فضح قلة الأدب و إنعدام الحياء الجزائرى أمام العالم كله .
المنتخب الجزائرى أصبح يستحق عن جدارة لقب (المحاربون البرابرة) بدلاً من لقبهم الحالى (محاربون الصحراء) .
رغماً عنى لا يمكن أن أكون على الحياد .. إنتهت أكذوبة و نغمة : كلنا عرب و مسلمون ! بل كلنا مصريون !
و مع ذلك ، فإننا لسنا حاقدون ، و سنشجع الجزائر من قلوبنا لو تجاوزوا الدور الأول فى كأس العالم القادم بإذن الله ، فقط لأنهم جيران ، و ليس لأنهم يحملون أسماء عربية و مسلمة لا يعملون بها !
تم اليوم الخميس 28 يناير 2010 الإفتتاح الرسمى للمعرض ، على أن يتم فتحه للجماهير غداً الجمعة 29 يناير ، و هو مستمر لمدة إسبوعين حتى السبت 13 فبراير .
اليوم 15 يناير ذكرى ميلاد الزعيم المصرى الراحل جمال عبد الناصر .
و رغم كل ما قيل و مازال يقال عن ناصر ، و رغم كل محاولات التشويه لصورته و تاريخه ، و القول بأن عصره كان عصر المعتقلات و عصر النكسة و عصر الديكتاتورية .
إلا إننى عاشقة لهذا الرجل .. ذلك العملاق الذى كان يحفظ لمصر هيبتها و يجعلها مسموعة الكلمة بين كل العرب .. ذلك الصعيدى الشهم الذى أحب هذه البلد بصدق و الذى لو رأى الذل و الهوان و الخزى و العار الذى نعيشه هذه الأيام .. لمات حسرة و قهراً .
رحمك الله يا أبا خالد و عوضنا بمثلك .
جدار عازل بيننا و بين فلسطين ؟! نحمى السياح الإسرائيليين على أرض سيناء الطاهرة و نحمى المعابد و الآثار و المقدسات اليهودية فى مصر ، و نمنع أبناء عمومتنا الفلسطينيين من دخول سيناء ؟! نمنع نساء و شيوخ و أطفال و شباب و رجال فلسطين من دخول سيناء ، و نترك الصهاينة العراة يدنسونها بأحذيتهم القذرة و روائحهم النجسة ؟! أى جبن و خسة و نذالة تلك ؟!
أقولها و بأعلى صوت – حتى لو ذهبت وراء الشمس – محمد حسنى مبارك لا يمثلنا و لا يعبر عن المصريين الأصلاء !!! لكن للأسف حتى لو جمعنا 79 مليون و 999999 توقيع بالرفض ، فإن رأى واحد فقط هو الذى سيتم إعتماده !!
لماذا أصبحت السعادة عملة نادرة جداً هذه الأيام ؟! خاصة السعادة الزوجية !!! لماذا أصبحنا دائماً فى رحلة بحث عن السعادة ، و مع ذلك لسنا سعداء ؟!
نعلم جميعاً أن السعادة فى الرضا .. الرضا بالقضاء و القدر ، و التسليم بأمر و حكم الله .. كما أمرنا رسولنا الكريم قائلاً (إرضى بما قسمه الله لك .. تكن أسعد الناس) ، لكن من منا يصل لمرحلة القناعة و الرضا التام عن نفسه و عن حياته و عن ظروفه ؟! تقريباً .. لا أحد !!
لقد أصبحنا فى حالة إستسلام و ليس تسليم .. لا تتحدث مع أحد الآن ، إلا و تجده مهموماً مكروباً معظم الأوقات ، مهما آتاه الله من أسباب السعادة و البهجة .. لقد أصبحت أوقات السرور و الضحك الصافى من القلب قليلة جداً فى حياتنا .. الكل يعانى من القلق و التوتر و الإحباط و الإكتئاب و عدم الإستقرار النفسى و العاطفى .. ضاعت السكينة و الطمأنينة من قلوب الكثير من الناس .. ألا بذكر الله تطمئن القلوب .
لماذا نبعد شيئاً فشيئاً عن الله ؟! لماذا أصبحنا نحب الدنيا و نحرص عليها أكثر من الآخرة ؟! لماذا ننسى دائماً أن الله لا يعطى كل شئ و لا يأخذ كل شئ ؟! لماذا أصبحنا نريد كل النعم مع بعضها .. الصحة و المال و الجمال و الزواج و الإنجاب و الدراسة التى نحبها و العمل الذى نعشقه ... و الحب ؟!
نعم الإنسان يعيش مرة واحدة فقط .. و نعم الحياة الدنيا لن تتكرر ، فلابد أن نحياها كما نريد ، لا كما يريد الآخرون .. و نعم لابد أن نتمتع بالواقع و الحياة الحقيقية التى بين أيدينا لأننا لا نستطيع أن نتخيل كيف ستكون الحياة الأبدية فى الآخرة بالضبط ، و لا كيف ستمضى بنا الحياة الخالدة بلا موت إذا دخلنا الجنة بإذن الله ..
لكن هناك أيضاً ما يجعلنا نصبر و نتحمل كل أحزاننا الدنيوية التى لا تنتهى .. هناك ما يهون علينا مصائب الدنيا و مشاكلها التى لا حصر لها ، و هو أننا ميتون لا محالة .. مهما طال العمر ، فهو قصير .. مهما أخذنا ما نريده و سعدنا به – و أكرر و سعدنا به - ، فسوف نتركه و نفارقه لحظة نزولنا القبر .. دوام الحال من المحال و الموت هو الحقيقة الوحيدة و الأكيدة فى حياتنا التى لم يستطيع أحد أن يشكك فيها حتى الآن .
لأن الإسكندرية مدينتى الحبيبة كانت مقر الجاليات الأوروبية .. الجريج (اليونانيين) و الطلاينة (الإيطاليين) و اليهود و الفرنسيين قبل ثورة 52 ، و كانت عاصمة الخواجات و الطبقات الراقية ، لذا فقد أخذ الإسكندرانية من هؤلاء الأجانب الكثير من العادات و التقاليد الغريبة التى لم يتخلوا عنها رغم مرور أكثر من 57 سنة على هجرة هذه الجاليات !! و من أبسط هذه الموروثات أن المحلات التجارية مازالت تغلق أبوابها أيام الأحد من كل إسبوع .. موعد قداس الأحد الإسبوعى فى الكنائس !!
أما من أغرب و أطرف هذه العادات الأفرنجية هى عادة ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة ، فمع دقات الساعة 12 ليلاً ، يقوم السكان – خاصة المسيحيون – بإلقاء الأشياء القديمة (الروبابيكيا) من الشرفات و النوافذ و أسطح المنازل ، كالأكواب و الأطباق الزجاجية و الخزفية المكسورة !!! تعبيراً عن فرحهم بذهاب سنة بحلوها و مرها ، و تفاؤلهم بقدوم سنة جديدة سعيدة بإذن الله !! و مع إشراق صباح العام الجديد ، تجد شوارع الإسكندرية و قد غطتها تماماً قطع و كسرات الزجاج و الخزف !!
لذا ، فليلة رأس السنة تعتبر حظر تجول تلقائى ، لأن النزول الساعة 12 من المنزل ، معناه أما إصابة شديدة فى الوجه أو جرح قطعى فى فروة الرأس أو كسر زجاج السيارة ، و كل عام و انتم بخير !!!