الأحد، يناير 03، 2010

السعادة المفقودة

لماذا أصبحت السعادة عملة نادرة جداً هذه الأيام ؟! خاصة السعادة الزوجية !!! لماذا أصبحنا دائماً فى رحلة بحث عن السعادة ، و مع ذلك لسنا سعداء ؟!

نعلم جميعاً أن السعادة فى الرضا .. الرضا بالقضاء و القدر ، و التسليم بأمر و حكم الله .. كما أمرنا رسولنا الكريم قائلاً (إرضى بما قسمه الله لك .. تكن أسعد الناس) ، لكن من منا يصل لمرحلة القناعة و الرضا التام عن نفسه و عن حياته و عن ظروفه ؟! تقريباً .. لا أحد !!

لقد أصبحنا فى حالة إستسلام و ليس تسليم .. لا تتحدث مع أحد الآن ، إلا و تجده مهموماً مكروباً معظم الأوقات ، مهما آتاه الله من أسباب السعادة و البهجة .. لقد أصبحت أوقات السرور و الضحك الصافى من القلب قليلة جداً فى حياتنا .. الكل يعانى من القلق و التوتر و الإحباط و الإكتئاب و عدم الإستقرار النفسى و العاطفى .. ضاعت السكينة و الطمأنينة من قلوب الكثير من الناس .. ألا بذكر الله تطمئن القلوب .

لماذا نبعد شيئاً فشيئاً عن الله ؟! لماذا أصبحنا نحب الدنيا و نحرص عليها أكثر من الآخرة ؟! لماذا ننسى دائماً أن الله لا يعطى كل شئ و لا يأخذ كل شئ ؟! لماذا أصبحنا نريد كل النعم مع بعضها .. الصحة و المال و الجمال و الزواج و الإنجاب و الدراسة التى نحبها و العمل الذى نعشقه ... و الحب ؟!

نعم الإنسان يعيش مرة واحدة فقط .. و نعم الحياة الدنيا لن تتكرر ، فلابد أن نحياها كما نريد ، لا كما يريد الآخرون .. و نعم لابد أن نتمتع بالواقع و الحياة الحقيقية التى بين أيدينا لأننا لا نستطيع أن نتخيل كيف ستكون الحياة الأبدية فى الآخرة بالضبط ، و لا كيف ستمضى بنا الحياة الخالدة بلا موت إذا دخلنا الجنة بإذن الله ..

لكن هناك أيضاً ما يجعلنا نصبر و نتحمل كل أحزاننا الدنيوية التى لا تنتهى .. هناك ما يهون علينا مصائب الدنيا و مشاكلها التى لا حصر لها ، و هو أننا ميتون لا محالة .. مهما طال العمر ، فهو قصير .. مهما أخذنا ما نريده و سعدنا به – و أكرر و سعدنا به - ، فسوف نتركه و نفارقه لحظة نزولنا القبر .. دوام الحال من المحال و الموت هو الحقيقة الوحيدة و الأكيدة فى حياتنا التى لم يستطيع أحد أن يشكك فيها حتى الآن .

ليست هناك تعليقات: