السبت، نوفمبر 21، 2009

فيلم يوسف و زينب

مساء الجمعة و ليلة السبت 21 نوفمبر 2009 ، شاهدت بالصدفة على قناة قطر الفضائية فيلم مصرى نادر جداً إنتاج الثمانينات إسمه (يوسف و زينب) لفاروق الفيشاوى و ليلى علوى ، و رغم أن بداية الفيلم قد فاتتنى ، إلا إننى فهمت ما حدث .

تدور أحداث الفيلم حول المدرس (يوسف) أو (فاروق الفيشاوى) الذى تتركه زميلته و حبيبته المدرسة الحسناء (ليلى علوى) و تتزوج من رجل ثرى تهاجر معه إلى أمريكا ، فيسافر هو فى إعارة للعمل كمدرس لغة عربية و دين إسلامى فى عاصمة (جزر المالديف) المسلمة أو Maldive islands التى تقع أسفل شبه القارة الهندية فى قلب المحيط الهندى ، و هناك يقيم فى سكن مع أمين مكتبة يدعى (وحيد) من أهل هذه الجزر ، لكنه يجيد اللغة العربية ، و بعد فترة يذهبان لجزيرة أخرى نائية لحضور حفل زفاف (وحيد) هذا ، و هناك يقع (يوسف) فى حب الفتاة الهندية المسلمة (زينب) .. خطيبة الصياد (آدم جميل) شقيق (وحيد) ، و تبادله الفتاة السمراء الحب الرهيب ، لدرجة تجعله ينقل عمله من عاصمة الجزر إلى تلك الجزيرة النائية و يصبح مدرس لزينب فى الفصل ، و بالطبع يتصدى الجميع لهذا الحب المستحيل بين فتاة مخطوبة و رجل أجنبى غريب عن أهل الجزيرة ، رغم كونه مسلم مثلهم ، خاصة مع وجود أرملة من أهل الجزيرة النائية تراود (يوسف) عن نفسه و تسبب له فضيحة فى الجزيرة ، و يحاول الصياد (آدم جميل) قتل (يوسف) بتركه على جزيرة مهجورة ، لكنه يعود إليه باللنش على الفور و يأخذه معه مرة أخرى بعد أن يمنعه ضميره من قتله .

و فى نهاية الفيلم ، ينتصر الحب و يتم فسخ خطوبة (زينب) من (آدم) لتتزوج (يوسف) و يعيش معها إلى الأبد على الجزيرة .

ما أعجبنى فى هذا الفيلم الغريب جداً شيئين :

أولاً : إنه نقل مشاعر الغربة و العيش فى بلاد لا تتحدث العربية و الحنين إلى مصر ، تماماً كما فى فيلم (النمر الأسود) لأحمد زكى و اللبنانية وفاء سالم .

ثانياً : إنه تناول قضية التمسك بالحب الصعب ، فوفاء سالم أو هيلجا الألمانية فى فيلم النمر الأسود تمسكت بحبها لمحمد المصرى أو أحمد زكى رغم عنصرية الألمان ضد الزنوج و العرب و المسلمين ، لكنها فى النهاية كانت فتاة أوروبية مستقلة مالياً عن والدها و فى مجتمع متقدم ، أما تلك الفتاة الهندية – و التى أتمنى أن أعرف إسم الممثلة التى قامت بدورها – فقد كانت تعيش فى مجتمع بدائى جداً ، تحكمه عادات و تقاليد صارمة قاسية ، و كانت مازالت تدرس و تعيش مع أسرتها ، أى تعتمد على أسرتها مادياً ، كما كانت مخطوبة منذ طفولتها لإبن عمها ، و مع ذلك عندما وجدت الحب ، تمسكت به حتى النهاية .

دائماً ما تهزمنا الظروف و الأقدار ، و لا نستطيع أن نتمسك بحبنا حتى النهاية رغم رغبتنا فى ذلك !!!

ليست هناك تعليقات: