الأربعاء، نوفمبر 04، 2009

محافظ الإسكندرية

لا أقول أن عادل لبيب محافظ الإسكندرية الحالى هو أسوأ محافظ فى تاريخ المحافظة ، فبالتأكيد كان هناك من هو أسوأ منه ، لكن فقط أقول أن عادل لبيب هو الرجل المناسب فى المكان غير المناسب !!! نعم .. فعادل لبيب قد حقق الكثير من الإنجازات فى محافظة قنا ، و بعدها محافظة البحيرة ، لكنه لم يدرك للأسف أن العاصمة الثانية لمصر و عاصمة الجاليات الأوروبية و الطبقات الراقية قبل الثورة أو الإسكندرية ... مختلفة تمام الإختلاف عن الصعيد و الأرياف ، و تعامل معها بكل أسف على إنها كفر الحداية !!! عندما تولى المحافظ السابق عبد السلام المحجوب – يا ليت أيامه تعود – المحافظة ، كانت الإسكندرية كالجوهرة التى يعلوها التراب الكثيف ، فنجح بإقتدار فى إعادة تلميعها و مسح التراب عن قطعة الذهب النقى ، و بعد أن أتم مهمته بنجاح ساحق ، تمت إزاحته عن منصبه بترقية زائفة لأسباب معروفة لدينا جميعاً . و عندما تولى عادل لبيب بعده ، لم يدرك إنه تسلم شغل نظيف و أن الإسكندرية لا تحتاج منه لنفس المجهود المبذول فى قنا و البحيرة ، فراح يكسر كل أرصفة الإسكندرية لدرجة جعلت الأهالى يطلقون عليه (عادل رصيف) ، و قام بتغيير مسارات الكثير من الشوارع الرئيسية و الحيوية جداً ، و جعل شوارع عريضة جداً و فى مناطق تجارية هامة للغاية إتجاه واحد بدلاً من إتجاهين ، و قام بعكس الكثير من إتجاهات الشوارع المتعارف عليها منذ سنوات طويلة ، فجعل شوارع الدخول شوارع خروج ، و العكس صحيح ، كى يجعلك تلف حول نفسك حتى تصل لمقصدك ! حتى الكورنيش الذى وسعه المحجوب و جعله آية فى الجمال ، وضع لبيب بصماته عليه و تنافس فى توسعته أكثر و أكثر دون حفر أنفاق أرضية أو إقامة كبارى للمشاة ، فكثرت حوادث العبور و أصبحت سيارات الإسعاف كل ساعة تحمل جثث القتلى ممن حاولوا العبور من و إلى البحر . حتى جاءت الطامة الكبرى و فوجئنا بأن عادل لبيب لم يرحل فى تغيير المحافظين الأخير و أنه باقى معنا إلى أجل غير معلوم رغماً عن أنوف أهالى الإسكندرية !!! عادى جداً أن يتم التحقيق معى فى مباحث أمن الدولة بتهمة القذف و السب و التشهير لشخصية عامة ، رغم إنى لم أنتقد شخصه ، بل إنتقدت فعله الذى أصابنا جميعاً بضرر فادح ، لكن كل شىء عادى فى مصر .

ليست هناك تعليقات: