الأربعاء، يونيو 27، 2012

أربعين وردة الجزائرية


مرت أمس الثلاثاء 26 يونيو 2012 ذكرى الأربعين على رحيل المطربة الكبيرة (وردة الجزائرية) التى لقيت وجه ربها يوم الخميس 17 مايو 2012 فى (القاهرة) ، و تم دفنها فى (الجزائر) .
و الحقيقة ، كان من الممكن أن أمر على هذه الذكرى مرور الكرام ، خاصة و إننى قد نعيتها فور وفاتها على مدونتى هنا ، كما أن نتيجة الإنتخابات الرئاسية المصرية التى ظهرت الأحد 24 يونيو 2012 قد أصابتنى بالإكتئاب الشديد ، و عدم الرغبة فى الحديث عن أى شئ أخر  .
لكن ، الأزمة الدبلوماسية البسيطة التى حدثت بين المصريين و الجزائريين خلال الأربعين يوم الماضيين ، كان لابد من التوقف عندها قليلاً .
فقد غضب الجزائريون بشدة بسبب تحريك جثمان (وردة) بالرافعة الشوكة Forklift فى (مطار القاهرة الدولى) قبل وضعه فى الطائرة تمهيداً لسفره (الجزائر) ، و حدثت مشادة كلامية شديدة بين مطربة جزائرية تدعى (زكية محمد) و دبلوماسى مصرى يعمل فى (الجزائر) يدعى (هانى صلاح) فى أحد البرامج التلفزيونية على قناة (النهار الجزائرية) ، و إتهمتنا المطربة – أى المصريين – بعدم التحضر لأن الميت يجب أن يحمل على الأكتاف ، و ليس بالفوركليفت ، فما كان من الدبلوماسى إلا أن إنسحب من حلقة البرنامج على الهواء ، و لم يستجب لمحاولات المذيع الجزائرى بحثه على البقاء .
طبعاً ، أقدر حزنها و غيظ الجزائريين من أجل مطربتهم الكبيرة ، لكننى حقاً لا أرى أى إساءة أو إهانة فى التعامل مع النعش ، فهذه هى الطريقة المتبعة مع كل النعوش و التوابيت التى تسافر عن طريق (مطار القاهرة الدولى) إلى الدول الأخرى .
كما أن (وردة) ليست أول مطربة من (بلاد المغرب العربى) تموت على أرض (مصر) ، فهناك :
1- المغربية (سميرة مليان) 1984 : سقطت أو ألقيت عارية من شرفة شقة الملحن المصرى الشهير (بليغ حمدى) .
2- التونسية (ذكرى) 2003 : قتلت فى شقتها رمياً بالرصاص على يد زوجها رجل الأعمال المصرى (أيمن السويدى) الذى إنتحر بعد ذلك .
3- الجزائرية (نغم فتوكى) 2011 : سقطت من شرفة منزلها فى رمضان 1432 هجرياً و هى تنظف مكيف الهواء ، فقد إختل توازنها بسبب الصوم حسب شهادة زوجها المصرى (إيهاب خورشيد) شقيق الفنان الراحل (عمر خورشيد) ، و عمتها هى المطربة الكبيرة الراحلة (وردة الجزائرية) .
و من نقلت منهن إلى وطنها ، لم يحدث نقلها أى أزمة بين بلدها و بين (مصر) !
كما أن السفير المصرى بالجزائر (عز الدين فهمى محمود) قد شارك فى حفل تأبين و إحياء ذكرى الأربعين للفنانة الراحلة الذى أقامه إبنها (رياض جمال قصيرى) فى قصرها بالجزائر (العاصمة) ، رغم ما تعرض له مساعده (هانى صلاح) من مضايقة بالغة .
إذن أين عدم التحضر الذى وصفتنا به السيدة الفاضلة ؟!

ليست هناك تعليقات: