الاثنين، يونيو 25، 2012

عدى النهار


لم أجد أفضل من أغنية (عدى النهار) لعبد الحليم حافظ التى غناها بعد نكسة 67 ، كى أدندن بها بينى و بين نفسى منذ أن سمعت نتيجة الإنتخابات الرئاسية المصرية أمس الأحد 24 يونيو 2012 – الساعة 4:30 عصراً بتوقيت مصر .

و رغم إننى لم أعاصر نكسة 5 يونيو 1967 ، إلا إننى أعتقد أن هزيمة 24 يونيو 2012 التى وقعت بعد الأولى بــ 45 سنة كاملة هى أشد وطأة و أكثر ثقلاً .

و فى محاولة متواضعة منى لتحليل أسباب الهزيمة التى منى بها الفريق / أحمد شفيق – مرشحى فى جولتين الإنتخابات – رأيت أن الأسباب – على سبيل المثال ، لا الحصر – هى :

1.   غياب عدد كبير من الصوفية (المتصوفين) فى مولد السيدة زينب بالقاهرة يومى السبت 16 يونيو و الأحد 17 يونيو 2012 (جولة الإعادة) ، و هم ثانى أكبر كتلة تصويتية للفريق بعد كتلة المسيحيين و أقباط المهجر ، فقد توجهت كتلة السلفيين و الإخوان المسلمين (الإسلاميين عموماً) للتصويت لمرشح الإخوان الدكتور / محمد مرسى .

2.   عدم فرض غرامة مالية (500 جنيه مصرى على الأقل) على الممتنعين عن التصويت لأسباب واهية ، سواء لحرارة الجو الشديدة أو الكسل أو مقاطعة الإنتخابات إعتراضاً على نتيجة الجولة الأولى أو السفر إلى المصيف ! لقد حصل الناس على يومين أجازة بمرتب للتصويت ، فذهبوا إلى المصايف و الشواطئ بدلاً من اللجان الإنتخابية المزدحمة الغير مكيفة !

3.   عدم فتح باب التصويت فى أى مكان ، و الإصرار على أن يصوت كل فرد فى لجنة إنتخابية بعينها ، عكس ما حدث فى إستفتاء السبت 19 مارس 2011 ، فقد كان التصويت مفتوح فى أى مدرسة تريدها ، مع العلم بأن عدد كبير من المصريين يقيمون خارج المحافظات التى إستخرجوا منها أرقامهم القومية ، و بالتالى تعذر السفر من أسوان إلى الإسكندرية مثلاً للتصويت جولتين ، رغم أن يومى السبت 16 يونيو و الأحد 17 يونيو 2012 كانا أجازة رسمية ، و كانت القطارات مجانية !!!

4.   تواكل معظم الناس على بعضها البعض ، فمن خرجوا للتصويت حوالى 26 مليون من إجمالى تقريبى حوالى 50 مليون يملكون بطاقات الرقم القومى .. كل واحد إعتمد على من حوله فى إختيار مرشحه المفضل .. أنا متأكدة أنه لو خرج أل 24 مليون الآخرون للتصويت ، لنجح (شفيق) بإكتساح .. نجاح ساحق ، و ليس نجاح بفروق طفيفة لا تذكر .

5.   عدم قصر التصويت على مؤهل دراسى أو علمى معين (ثانوية عامة أو دبلوم على الأقل) ، و فتح باب التصويت لأى مصرى يحمل رقم قومى ، حتى لو كان أمى لا يقرأ و لا يكتب ، و طبعاً غنى عن التعريف أن الجهلة و الأميين و الفقراء و سكان العشوائيات هم الكتلة التصويتية الأكبر للإخوان المسلمين .

ثم وقعت الكارثة ، و أصبح ذلك القروى الساذج و الفلاح الفصيح القادم من قاع الريف (محمد مرسى) إبن (قرية العدوة – محافظة الشرقية) رئيساً لمصر  .. نعم (مبارك) كان هو الأخر إبن (كفر المصيلحة – محافظة المنوفية) ، لكنه على الأقل عاش سنوات فى (القاهرة) قبل أن يكون رئيساً ، و تعلم كيف يتكلم و كيف يرتدى ملابس ، و نعم (شفيق) أصلاً هو الأخر من (محافظة الشرقية) ، إلا إنه ولد و تربى و عاش فى (القاهرة) .

(مرسى) هذا خطبه و كلامه يصيبانى بالغثيان و التفكير فى الهجرة !!! إنه الرئيس المدنى الغير متمدن ! فالأهم من كون الرئيس مدنى أو عسكرى ، أن يكون متحضر !

و الآن .. بعد أن ضاع حلمى فى أن يحكم مصر رجل صعيدى ، مثل (عمر سليمان) (من محافظة قنا) أو فلاح متمدن أرستقراطى ، مثل (أحمد شفيق) ، أصبح أملى و أمل الكثير من الحالمين و المثقفين المصريين أن تحدث ثورة أخرى ، لكن هذه المرة ثورة عسكرية أو إنقلاب عسكرى ، بعد أن أثبتت الثورة الشعبية فشلها الذريع و قدمت (مصر) على طبق من ذهب للإخوان المتأسلمين !

ليست هناك تعليقات: