إننى أفضل إطلاق اللقب الجديد منتخب الساجدين ، و ليس منتخب الفراعين أو الفراعنة ، على المنتخب المصرى لكرة القدم .. ليس لأننى مسلمة متطرفة ، بل لأننا لسنا واثقين من نسبنا الفرعونى ، و لأنهم أثبتوا بجدارة أنهم يحملون بالفعل أخلاق الساجدين .
أمس الخميس 28 يناير 2010 بات الشعب المصرى كله سعيد سعادة لا توصف بفوز منتخبنا القومى على نظيره الجزائرى 4-0 فى أنجولا فى الدور قبل النهائى ، و طرد ثلاثة لاعبين جزائريين بربر .
لم أستطع أمس منع نفسى من الصراخ و الهتاف و غناء الأغانى الوطنية لفريقنا القومى .. فأنا قبل أن أكون عربية و مسلمة ، فأنا مصرية حتى النخاع و أعشق تراب هذه البلد ، حتى لو كان رئيسها طاغية و حكومتها فاسدة !
و ليست فرحتنا بهذا النصر العظيم و الفوز النظيف جداً لصعودنا للدور النهائى ، فنحن لا ينقصنا كأس الأمم الإفريقية التى حصلنا عليها ست مرات ، منهما مرتين متتاليتين ، و ستكون هذه الثالثة على التوالى بإذن الله ، و ليست فرحتنا لأن الإنتصارات الكروية قد أصبحت هى الشئ الوحيد الحلو فى أيامنا أو الذى يهون على المصريين صعوبة الحياة ، فقد أجمع تقريباً كل المصريون أمس على إنه حتى لو هزمنا أمام غانا الأحد القادم ، فإنه يكفينا إنتصار أمس العظيم .. إذن لا مجال لشماتة البرابرة الجزائريين فينا !!
و ليست فرحتنا لأننا كنا نخشى مواجهة الجزائر أو أنهم فريق قوى ، فالعملاق لا يهاب الأقزام ! و مصر عملاقة .. عملاقة .. عملاقة !
فرحتنا كانت لحصولنا على التعويض المناسب و رد الإعتبار و الثأر للكرامة المصرية عن مباراة السودان المأساوية يوم الأربعاء 18 نوفمبر 2009 ، و حتى لو أنكر اللاعبون المصريون أنفسهم أن فرحتهم بالثأر كانت أكبر من فرحتهم بالفوز .. فهذه دبلوماسية و سياسة واجبة عليهم .
لو كان الأمر قد إقتصر فقط على أربعة أهداف مقابل لا شئ ، لقولنا إنه تفوق و فوز ، لكن طرد اللاعبين الثلاثة هو المكسب الحقيقى ، لأنه فضح قلة الأدب و إنعدام الحياء الجزائرى أمام العالم كله .
المنتخب الجزائرى أصبح يستحق عن جدارة لقب (المحاربون البرابرة) بدلاً من لقبهم الحالى (محاربون الصحراء) .
رغماً عنى لا يمكن أن أكون على الحياد .. إنتهت أكذوبة و نغمة : كلنا عرب و مسلمون ! بل كلنا مصريون !
و مع ذلك ، فإننا لسنا حاقدون ، و سنشجع الجزائر من قلوبنا لو تجاوزوا الدور الأول فى كأس العالم القادم بإذن الله ، فقط لأنهم جيران ، و ليس لأنهم يحملون أسماء عربية و مسلمة لا يعملون بها !