الجمعة، نوفمبر 16، 2012

إلى الأردنيين .. قبل سقوطكم فى مصيدة الربيع العربى


المظاهرات التى إندلعت فى (المملكة الهاشمية) هذه الأيام بسبب رفع أسعار (الوقود) و التى بكل أسف ليست إحتجاجات سلمية ، بل تسير نحو الدموية رويداً .. رويداً .

تلك المظاهرات جعلتنى أشفق على (الأردن) من سقوطها هى الأخرى فى فخ الربيع المشئوم .. عفواً الخريف العربى الضعيف الواهى كشبكة العنكبوت .

أتمنى من هؤلاء المحتجين أن ينظروا لحال الدول الخمس اللاتى سقطن فى ذلك الشرك خلال عام 2011 ، و هن : تونس 14 يناير – مصر 25 يناير – اليمن 11 فبراير – ليبيا 17 فبراير – سوريا 15 مارس .

أنظروا لحال تلك الدول (الآن) بعد مرور شهور على تلك الكارثة المسماة بالثورات العربية اللعينة .. أنظروا لتونس (الخضراء سابقاً) التى عاثت فيها الجماعات الإسلامية المتشددة .. أنظروا لمصر (الآمنة سابقاً) التى ملأها البلطجية و الصيع و حكمتها الذقون و اللحيات المزيفة .. أنظروا إلى ليبيا (الثرية سابقاً) المهددة بالتقسيم إلى ليبيا الشرقية و ليبيا الغربية .. أنظروا إلى اليمن (السعيد سابقاً) التى سيطر (تنظيم القاعدة) على قبائلها .. أنظروا إلى سوريا (بلد الأمجاد سابقاً) التى دمرت بنيتها التحتية تماماً .. بيوتها و مدارسها و أسواقها .. دمشق الجميلة و حلب الشهباء أصبحن خراب و أطلال ، و مع ذلك ، مازال طاغيتها الجبان (الذى أباد نصف شعبه و شرد النصف الأخر فى البلدان) ملتصقاً بكرسيه .

ليس معنى كلامى أن تخضع الشعوب و تستكين للظلم و الفساد أو ترضى بالذل و الهوان ، لكن الخروج عن الحاكم الظالم و شق عصا الطاعة عليه – و هو أمر مختلف عليه فقهياً حتى الآن – أمر لابد أن يكون مدروس و منظم .

الثورة التى بلا رأس أو قائد هى فوضى خلاقة منظمة .. الثورات الدموية هى خيانة للدين و للوطن تماماً كالتخابر و التجسس لصالح دولة أجنبية .. الإعتراضات السلمية و توحيد المطالب فى قنوات شرعية هو الحل و المخرج الوحيد من (أزمة الوقود) .. الفرقة و التناحر ضيعت خمس دول عربية كبيرة ، أما العشوائية و الهمجية و الغوغائية و تكسير و حرق السيارات و تدمير المنشآت هى بداية النهاية .

هل شبعت شعوب تلك الدول الخمس بعد ثوراتها الملعونة ؟! لقد إزدادت جوعاً و فقراً و زادت فرقة و غربة عن أوطانها .. التغيير الوحيد الذى جاءت به تلك الهوجات المفتعلة أنها غيرت وجوه الحكام التى مللناها !

فإذا قامت ثورة شعبية .. ثورة أهالى غير منظمة فى (الأردن) ، فإن (البتراء) لن تصبح من عجائب الدنيا السبع .

و إذا قامت ثورة فى (الأردن) ، ستتوقف إلى الأبد مهرجانات (جرش) و (تايكى) Tyche ، و ستختفى كل مظاهر الحياة الطبيعية و سيهجر السياح البلاد ، و يعم الخراب و الدمار كل شئ .

هذا ليس تشاؤم و لا مبالغة ، لكن التجربة الفعلية و الواقعية و العملية أثبتت بالدليل القاطع : أن الثورات العربية قد أثبتت فشلها الذريع ، و أنها قد دمرت الدول التى قامت فيها و شتت شعوبها ، و أن أضرارها كانت أكثر من مكاسبها (بمراحل) ، و أننا كشعوب عربية بيننا و بين الديمقراطية أمداً بعيداً .

كفانا كذباً و خداعاً لأنفسنا .. كفانا وهماً و منافقة للثوار و تلك الأشكال الضالة و الطفيليات التى تتحدث نيابة عنا .. أيها الأردنيون .. أرجوكم أفيقوا قبل فوات الأوان .. أفيقوا قبل أن تقع عندكم كارثة تسمى (ثورة) !

ليست هناك تعليقات: