من يصدق مرور عام كامل على نجاح الثورة التونسية العام الماضى يوم الجمعة 14 يناير 2011 ؟! شرارة الربيع العربى .
يومها شاهدنا خطاب (زين العابدين بن على) الأخير و هو يقول للتوانسة كلمته الشهيرة : لقد فهمتكم .. لقد فهمتكم ، قبل تنحيه و هروبه إلى السعودية .
و لم نتخيل لحظة واحدة أننا سنلحق بهم فى نفس الشهر ، حتى أن (صفوت الشريف) قال بمنتهى الثقة : مصر ليست تونس .
لكن بعد إسبوعين بالضبط كانت جمعة الغضب الدامية .. الجمعة 28 يناير 2011 .. يوم لن ننساه حتى موت .
نعم كنا على علم بأن هناك مظاهرات ستحدث فى مصر يوم عيد الشرطة الثلاثاء 25 يناير 2011 ، لكننا تخيلنا أنها ستمر مثل كل مرة بلا جديد ، بدليل أن الثلاثاء 25 و الأربعاء 26 و الخميس 27 يناير كانت أيام عادية جداً ، و قد سافرت مع بعض أفراد أسرتى من الإسكندرية للقاهرة صباح يوم الخميس 27 يناير 2011 ، و كنت أنوى أن أقضى إسبوع فى (القاهرة) .
ثم إندلعت ثورة الغضب الشعبى يوم الجمعة 28 يناير ، فعدت بسرعة صباح السبت 29 يناير 2011 إلى (الإسكندرية) خوفاً من أن أظل حبيسة فى (القاهرة) .. عدت شبه هاربة و شاهدت فى طريق مصر – إسكندرية الصحراوى ما لم أشاهده فى حياتى كلها .. شاهدت أهالى السجناء يتجمهرون أمام سجون الصحراوى و العصابات تسرق حضانات السيارات و قطع الغيار من سيارات الحوادث ، و الدبابات تقف أمام (كارفور) بعد سرقته بالكامل .
و لما وصلنا إلى (الإسكندرية) ، شاهدت كل أقسام البوليس محترقة و مشتعلة .. شعرت إننى فى كابوس مروع و أن هذه ليست (مصر) التى نعرفها .. كأننا فى فيلم أكشن أجنبى .
كان يخيم على البلاد جو كئيب لم نعهده من قبل .. أعتقد أن تلك الكآبة كانت بسبب كم الدماء التى سالت بدون وجه حق .. و كم الشباب الذين قتلوا بدون أى جريمة سوى المطالبة بحياة كريمة .
ثم تنفسنا الصعداء بعدها بإسبوعين يوم الجمعة 11 فبراير 2011 ، عندما تنحى (مبارك) هو الأخر ، فقد إنتهى الكابوس أخيراً .. أو هكذا إعتقدنا فى وقتها !!!
هناك تعليقان (2):
مقال جميل
موضوع ممتاز
إرسال تعليق