السبت، أكتوبر 08، 2011

ما بين عودوا إلى ثكناتكم و عودى يا هاميس

منذ فترة ، أخذت قرار بعدم الحديث فى السياسة و أحوال البلد الآن ، ليس لأن الحديث أصبح ممل جداً و غير مفيد فقط ، بل لأننا لم نعد نعرف أو نفهم ماذا يحدث بالضبط ؟!

لكن جمعة أمس 7 أكتوبر 2011 جعلتنى أخرج عن صمتى رغماً عنى ...

(جمعة شكراً .. عودوا إلى ثكناتكم) التى وجهها ثوار ميدان التحرير كرسالة إلى الجيش المصرى الذى يحكم مصر الآن .. إعتراضاً منهم على حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة (المجلس العسكرى) و رغبةً منهم فى إنهاء الفترة الإنتقالية و نقل الحكم إلى سلطة مدنية .

و إلى الإخوة الثوار المنفعلين .. أقول لهم : ليتكم أنتم تعودون إلى بيوتكم و ترحمونا من أفكاركم العبقرية لأنكم :

أولاً : لا يصلح معكم سوى حكم العسكر .. فلنكن صرحاء مع أنفسنا ، المصريون شعب فالت الذمام ، لو تمكن من أمره ، لتحول إلى كارثة .

ثانياً : أنتم لم تجربون حتى الآن حكم العسكر الحقيقى .. فلو حكمنا الجيش المصرى بالطريقة التى يحكم بها أى جيش أى دولة فى العالم ، لما إستطعتم أن تخرجوا من بيوتكم أصلاً .

ثالثاً : عندما نقول للجيش المصرى فى عيده السنوى (السادس من أكتوبر) .. عد إلى ثكناتك .. يصبح الأمر قلة أدب !!!

الجيش المصرى أقوى جيش فى المنطقة العربية الآن .. الجيش المصرى خير أجناد الأرض .. الجيش المصرى الذى إستقبله المصريين الأصلاء يوم جمعة الغضب 28 يناير بأكاليل الزهور و التصفيق و التصفير .. الجيش المصرى رجالنا البواسل و إخوتنا و أحباءنا الذين يحمونا .. الجيش المصرى الذى ترك لكم الحبل على الغارب .. تتظاهرون و تثورون و تعتصمون و تكسرون مواعيد حظر التجول ، و تحلى معكم بالصبر و سعة الصدر و سياسة ضبط النفس ، فكان جزاؤه جزاء سنمار .. من الجحود و عدم الشكر و نكران الجميل .

تقولون أن الجيش لم يصدر له أوامر أثناء الثورة بضرب المتظاهرين – حسب شهادة المشير طنطاوى التى برأت مبارك – و أن الجيش لو كان تلقى مثل هذه الأوامر ، لقتل الثوار مثلما فعلت الشرطة ، و أقول لكم : و ما الذى يمنع الجيش الآن من ضربكم بالنار و هو الحاكم الفعلى للبلاد ؟

عندما قام سائقى النقل العام بعمل إضراب عن العمل فى الستينات ، قام المشير الراحل عبد الحكيم عامر بفصل جميع هؤلاء السائقين و إنزال عساكر الجيش لقيادة أتوبيسات النقل العام بأنفسهم و بلباسهم العسكرى !!! هذا هو حكم العسكر الذى لم تعرفونه و لم ترون العين الحمرا بالفعل .

يا ثوار ميدان التحرير .. بأى حق تتحدثون بإسمنا ؟ بأى حق تتحدثون بإسم المصريين كلهم ؟ كى تتحدثون نيابة عن السواد الأعظم من المصريين أو (حزب الكنبة) الذى لا يشارك فى الحياة السياسية لا بالسلب و لا بالإيجاب ، لابد أن تمرون على كل البيوت من الإسكندرية إلى أسوان و تجمعون توقيعات من كل بيت مصرى إنه يوافق على ما تفعلونه !

لم يختلف إثنان على أن ثوار التحرير الأوائل عبروا بالفعل عن حزب الكنبة ، أما الآن ، فكل إثنان فى حزب الكنبة مختلفان عليكم .. لأنكم ببساطة تعبرون عن أحزابكم الشخصية .

ليست هناك تعليقات: