هذا ليس إستفتاء ، لكنها مجموعة من الخواطر المتضاربة التى أتمنى أن يشاركنى أحداً فيها :
أولاً : ترى أى آية قرآنية تنطبق أكثر من غيرها على حال مبارك و أسرته ؟!
ثانياً : لماذا أصبح معظم المصريون يتعاملون من منطلق أن عائلة مبارك داخلين النار داخلين ، و أن الشعب كله داخل الجنة داخل بلا جدال ؟! من منطلق أن الشعب المصرى هو الخير و عائلة مبارك هى الشر !!!
ثالثاً : هل ما إرتكبه مبارك و عائلته يرتقى لواحدة من الكبائر العشر ، أم ما فعلوه مجرد ذنوب و آثام و خطايا يغفرها الله ، لأن كل الذنوب مغفرة إلا الشرك بالله ؟! هل ممكن أن يخفف الله عنهم لأن محاكمتهم تمت فى رمضان و هم صائمون ؟!
رابعاً : ترى هل مبارك الآن نادم و بدأ يتوب إلى الله أم إنه نادم على إنه لم يهرب فى أول الثورة كما فعل رئيس تونس ، لأنه لم يتوقع ساعتها أن تتم محاكمته و هو مازال على قيد الحياة ؟!
خامساً : هل نحن ، كما يقول عنا بعض العرب الآن ، شعب فراعنة و نماردة بحق ؟! هل نحن أندال لأننا حاكمنا مبارك بعد 30 سنة حكم و لم نرحمه فى شيخوخته و ضعفه و مرضه و لم نكرم عزيز قوماً ذل ؟! و هل سيشعر جلادون مبارك بالندم بعد موته لأنهم لم يستخدموا معه قانون (عدم إعدام المسنين) ؟!
سادساً : هل سيثبت التاريخ براءة الرئيس المخلوع أم سيثبت التاريخ أنه كان يستحق هذه النهاية ؟!
سابعاً : ما هى أسوأ جرائم مبارك على الإطلاق : الخصخصة و المعاش المبكر – قانون الطوارئ – قانون المرور الجديد – الضرائب العقارية – تزوير إنتخابات مجلس الشعب – تزوير إنتخابات الرئاسة – تصدير الغاز الطبيعى و الأسمنت إلى إسرائيل – الجامعات الخاصة – تمليك الأراضى لعرب و أجانب ؟!
ثامناً : ما هى محاسن عصر مبارك : أن مصر لم تدخل فى حرب واحدة طوال ثلاثين سنة – القضاء تماماً على الإرهاب الذى مزق دول كثيرة – أنه تنحى بسرعة و لم يفعل بشعبه كما فعل الدمويون بشار الأسد و معمر القذافى و على عبد الله صالح ؟! إنه مثل هو و نجليه أمام المحكمة الشعبية فى تصرف حضارى يحسب لهم .. و لم يهربوا ؟! أنه أثبت أن المصريون فعلاً و حقاً و صدقاً شعب لا تصلح معه الحرية أو الديموقراطية الكاملة المطلقة ، بل الحرية المقننة ، و أن الحرية لديهم تنقلب لفوضى و غوغائية .. و أنهم شعب هوائى متقلب المزاج عاطفى لأقصى درجة ؟!
أكاد أبصم بأصابعى العشرة أن أغلب المصريون سيخرجون مولولون و باكون و نادمون فى جنازة مبارك !!!
كلما شعرت بالتعاطف مع مبارك ، قلت لنفسى أن هذه الفضيحة المدوية لابد أن تكون على ذنب عظيم ، و لن تكون على جرم هين .. و لأننى كنت أحيا حياة كريمة فى عصره ، فإن مشاعرى بالتأكيد كانت ستكون مختلفة نحوه لو كان لىّ مظلمة أو فقدت عزيز فى المظاهرات .
كل ما أنا متأكدة منه إننى لست سعيدة أبداً .. أبداً بهذه المحاكمة العلنية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق