رسالة من صوفية إلى السلفيين
كنت و لازلت و سأظل لا أحب تصنيف المسلمين : هذا سنى و هذا سلفى و هذا شيعى و هذا صوفى ، ففى النهاية .. صلب الدين واحد و جوهر العقيدة واحد .
و أعرف جيداً أن تلك المجموعات الإجرامية التى تدعى هذه الأيام أنها سلفية و أنها تطبق حدود الدين الكاذبة هى نفسها المجموعات الإرهابية – المتأسلمة و ليست الإسلامية – التى روعت أمن مصر فى منتصف التسعينات من القرن الماضى ، و بكل أسف هربوا من السجون بعد ثورة الثلاثاء 25 يناير 2011 .
و أعرف إن التشويه المنظم لصورة السلفيين فى الإعلام قد بدأ مباشرة بعد نتيجة إستفتاء السبت 19 مارس 2011 ، و التى جاءت (نعم للتعديلات الدستورية) تماماً كما أراد السلفيون .
أدرك و يدرك أى إنسان حيادى و عاقل أن هؤلاء المجرمون لا يمتون للسلفيين الحقيقيين بأى صلة و أنهم مجرد مجموعة من الرجال الذين تعرضوا لعمليات غسيل مخ قوية جداً فى أفغانستان و باكستان على يد تنظيم القاعدة و حركة طالبان و غيرهم لإيهامهم بأنهم يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يطبقون شرع الله و هو منهم براء ، و قد يكونوا مأجورين بالفعل من رجال الحزب و النظام السابق .
نعم .. أنا ضد دولة إسلامية علمانية أو مدنية كتركيا ، لكننى فى نفس الوقت ضد دولة سلفية أو وهابية كالسعودية و ضد دولة دينية أو شيعية كإيران .. مطلوب الوسطية فى الإسلام (الأزهر الشريف) .. نحن شعب متدين بطبعه و لن يحكمنا أحد بالحديد و النار .
و فى مؤتمر الدعوة السلفية المليونى الذى تم عقده أمس الجمعة 1 إبريل 2011 بعد صلاة المغرب بمسجد فاتح مصر عمرو بن العاص بالقاهرة .. ندد قادة السلفيين الكبار بأفعال هؤلاء المجرمين ، لذا أقول لهم و أتمنى أن يصل صوتى إليهم :
لا يكفى تنديدكم وحده ، بل يجب التصدى و بقوة لمثل هؤلاء الكاذبون المضللون .. يجب أن تفعلوا شئ لمنع هدم الأضرحة بالمساجد و قبور آل البيت و أولياء الله الصالحين .
لو إستمر مدعى السلفية فى هدم شواهد القبور بالمساجد و الإعتداء على حرمة الأموات ، فقبل أن يتصدى لهم الصوفية ، سيتصدى لهم الأهالى أنفسهم ، و ساعتها سيتحول الأمر لكارثة و فتنة جديدة .. فتنة بين السلفية و الصوفية .. تماماً كالفتنة بين مؤيدين و معارضين مبارك و الفتنة بين المسلمين و المسيحيين .. لا تجعلوا البلاد تغرق فى بحر الفوضى .. لا تجعلوا مصر تتحول إلى حمامات دم و فتن كقطع الليل المظلم لن يخرجنا منها إلا الله .
أرجوكم .. لا تدعوا الوهابيين الجدد يهدمون أضرحة و مشاهد آل البيت بمصر كما فعل أسلافهم الوهابيون القدامى بمقابر البقيع بالمدينة المنورة ، خاصة و أن الذكرى رقم 86 لهدم قباب البقيع سوف تحل هذا الشهر يوم الخميس 21 إبريل 2011 .
هدموا بقيعك و الصبر صنيعك
و ما حسبتك على هالجمر تنام
هناك 4 تعليقات:
مساء الخير عزيزتي زهرة
مقالتك عن الصوفية والسلفية رائعة وتكشف عن الوسطية التي تحكم شخصيتك كما أشرتي لها في الوضع الخاص بكي.. اعنقد أنني تعرفتي عليكي من دخولك غلي مدونتي وهو ماتشرفت به كما تشرفتي بكي.. أتمني ان أعرفك اكثر فأنا صحفي وقبل ذلك كاتب للقصة القصيرة واعتقد انني وسطي مثلك تماما.. هناك أهتمامات تجمعنا اتمني من وجود فرصة أكبر للحوار بيننا.. رقم موبايلي هو 0106955124 وهناك رقم
أخرهو 0189101697
مع خالص تحياتي
هشام لاشين
heshamlasheen@yahoo.com
أستاذ هانى
شكراً لك
نعم لقد سبقتك فى زيارة مدونتك (سينما لاشين) و تركت تعليق بها
إن شاء الله نتحاور دائماً
و إن كنت أفضل الحوار بإيميل الياهو ، و ليس الموبايل
zahrayoussry@yahoo.com
مع خالص إحترامى و تقديرى
الأستاذة الفاضلة / زهرة يسرى......
موضوع السلفيين موضوع متعمد من النظام السابق مثل موضوع الخلافات بين المسلمين والمسيحيين وحتى قبل الثورة كنيسة القديسان كله مدبر بواسطة أمن الدولة والشرطة حتى يكون المجتمع مستسلم تماما كما كان يفعل المستعمر بمبدأ" فرق ... تسد " ولو سمعتى طارق الزمر وأخيه بالتليفزيون وهم كانوا من الجماعات الإسلامية ( الجهاد ) وبيتباهوا إنهم خططوا لقتل السادات وللأسف بيربطوها بالدين
عايز آخد رأيك فى موضوع :
على فكره أنا بصدد إصدر كتاب من 150 صفحة عن ثورة 25 يناير وراجعته لغويا
وموش فاضل إلا آخد رأى المتخصصين فى طباعته ماذا تنصحينى بخصوص الطبع ؟
هل أسير بالخطوات الروتينية وأخذ موافقات أم أطبعه على حسابى ولو 500 نسخو مبدأيا عايز رأيك ضرورى وشكرا لكى ؟
فاروق بك .. شكراً لثقتك فى رأى شابة لا تملك خبرتك الطويلة .
فى الماضى ، أى كتاب كان لابد أن يمر على رقابة أو عدة لجان كى توافق عليه قبل طباعته ، ناهيك عن إجراءات الحصول على رقم إيداع قانونى بدار الكتب و الوثائق القومية .. كلها خطوات بطيئة و مميتة ، لكن ربما يكون هذا الروتين قد تغير بعد الثورة هو الأخر .
و ربما يرحب أى ناشر بنشر عملك دون تعقيدات لأنه غير ضخم (150 صفحة) ، بالإضافة طبعاً إلى جودة العمل بالتأكيد لأن سيادتك كاتبه .
فى رأيى المتواضع أن تطبع الكتاب على نفقتك الخاصة كى تكون أنت سيد قرارك و لا يتعرض كتابك لحذف بعض الفقرات أو التعديلات التى يضيفها ناشرون بصمجية .
أنا عن نفسى و بعد محاولات فاشلة إمتدت ل 16 سنة – هى نصف عمرى بالضبط – لجأت فى النهاية لخدمة (الطبع عند الطلب) ، ثم أخيراً رفعت كل رواياتى على الإنترنت مجاناً على نهج الكاتبة (مروة رخا) التى قادت حملة شهيرة ضد دور النشر المستغلة و المطبعجية الذين يطلقون على أنفسهم لقب ناشرين .
إرسال تعليق