أقول لهم : هناك ميزة رائعة فى أن تكتب دون أن ينشر لك شيئاً !! نعم .. فبمجرد أن يتم نشر و لو عمل واحد لك ، ستجد نفسك بعد ذلك تكتب ما يريد الناس أن يقرؤوه و ليس ما تريد أنت أن تكتبه ، فلن تعبر عن ذاتك ، بل ستفاجئ إنك تعبر عن شخص أخر مختلف عنك و هو قارئك ، و سيجد القراء فى عملك الثانى كاتب مختلف تماماً عن الكاتب الذى قرؤوا له أول مرة و أعجبهم .
و أيضاً لو إستطعت أن تنشر أول عمل تكتبه أو العمل الوحيد لك (درتك اليتيمة) ، و نجح هذا العمل مع القراء ، سيبدأ الناشرون فى مطالبتك بأعمال أخرى ..
فى هذه اللحظة ، ستجد نفسك إما أن جعبتك قد أصبحت خاوية فجأة من السهام ، فينصرف الناشرون و بالتالى القراء عنك ، و إما ستجد نفسك مضطر أن تكتب أى شىء بسرعة كى يلحق بالمطبعة و دار النشر ، و طبعاً سيكون عمل مختلف تماماً فى الأسلوب لأنه سيكون موجه لفئة معينة من القراء كانت سبب نجاحك فى أول مرة ..
لكن إذا كان لديك رصيد غير قليل من الأعمال ، مثلاً عشرة روايات أو كتب ، ثم نشرت واحد منهم ، و نجح هذا العمل مع القراء ، بعد ذلك .. سيجد الناشرون و القراء على حداً سواء ذخيرة يعيشون عليها سنوات قادمة ، حتى بعد مماتك .
كما إنك ستكتب الأعمال التالية ، مثلاً الحادى عشر ، بأنفاس طويل دون إستعجال و نفساً هادئة و بإتزان و سكينة و بإسلوبك أنت .. بعيداً عن أى مؤثرات خارجية ، و ستتجه بخطوات واثقة منتظمة نحو النجومية و الإستمرارية و الثبات الذى هو عنوان النجاح ، فالحفاظ على القمة أهم من الوصول إليها .
فلا تكتب بإستعجال من أجل اللحاق بالمطبعة أو الإشتراك فى مسابقة أدبية .. كن نفسك و أنت تكتب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق