كى لا تحدث أزمة بين مصر و لبنان كتلك التى حدثت بين مصر و الجزائر ، علينا أن نحكم عقولنا تجاه تلك الحادثة البشعة التى راح ضحيتها شاب مصرى فى قرية كترمايا بجنوب لبنان .
كترمايا هى قرية من قرى قضاء الشوف فى محافظة جبل لبنان ، و الشاب المصرى القتيل كان يقيم فيها منذ شهور قليلة فقط مع أمه المصرية و زوجها اللبنانى ، حيث كان يعمل مساعد جزار مع زوج الأم .
تم إتهامه فى جريمة إغتصاب قاصر ، و ثبتت براءته منها ، ثم تم إتهامه فى جريمة قتل جدين و حفيدين من جيرانه ، و قبل أن تثبت براءته أو إدانته ، كان معظم – و لا أقول كل – أهالى القرية قد أصدروا حكمهم بالثأر منه يوم الخميس الماضى 29 إبريل 2010 !!!
معظمنا شاهد عملية الثأر البشعة و التمثيل بالجثة على جميع القنوات الفضائية و الإنترنت ، و ما أثار غضب و إستياء المصريين و معظم العرب – بما فيهم لبنانيين كثيرين – هو الطريقة التى تم بها الثار !!!
نعم ، لو عكسنا الأمر ، أى لو قام لبنانى بقتل أربعة من أسرة مصرية واحدة ، خاصة فى الجنوب أو الصعيد ، لفتكت به الأهالى ، لكن ما كان المصريون سيجردونه من كل ملابسه و لا كانوا سيسحلونه على الأرض أو يطوفون به فوق سياراتهم و لا كانوا سيعلقونه على عمود إنارة لإلتقاط الصور التذكارية معه .. لكن طبعاً لا يقارن أى شعب عربى آخر بالمصريين فى نخوتهم أو طيبتهم !!!
و رغم إن قلبى موجوع و دمى يغلى من أجل إبن بلدى – حتى لو كان قاتل – لكن لابد أن نضع الأمور فى نصابها الصحيح ، فتلك الحادثة فردية .. فردية .. فردية ، و لا تعبر عن الشعب اللبنانى بأى حال من الأحوال .
ليس حباً فى الشعب اللبنانى و لا من أجل سواد عيونهم ، لكن لأن ما فعلها هم بعض الأهالى الغاضبين ، و ليس ألاف المشجعين لفريق كرة قدم مثلاً كما حدث مع ألاف المصريين من ألاف الجزائريين فى الخرطوم ، و لا مجال هنا لمقارنة محاكمة المصرى هشام طلعت من أجل اللبنانية سوزان تميم بهذه الجريمة النكراء !!
إلى محمد سليم محمد مسلم .. المتهم القتيل – و ليس القاتل القتيل – أقول له :
لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها !!!
لو كنت بالفعل قاتل الأربعة ، فهنيئاً لك جنات الفردوس الأعلى لأن القصاص منك قد إنتهى فى الدنيا ، و لم يبقى عليك ديون مؤجلة للآخرة بإذن الله ، أما إذا كنت برئ من القتل – و هذا ما أتمناه – فهنيئاً لك رفقة أسد الله حمزة بن عبد المطلب و رفقة كل موتى المسلمين الأطهار الذين مثلت بجثثهم ، و هنيئاً لك ندم و حسرة سيرثها طوال عمرهم كل من فعلوا بك هذا ، و قصاص منهم فى محكمة العدل الإلهية !!!