الأربعاء، يناير 25، 2012

العيد رقم 60 للشرطة و العيد رقم 1 للثورة

سيناريو أحداث الإنتفاضة الشعبية أو ثورة الغضب المصرية




الثلاثاء 25 يناير 2011 (عيد الشرطة) : مظاهرات سلمية خرج بها مجموعة من شباب (الفيس بوك) المثقفين – كانت مطالبهم إقتصادية فقط و شعارهم (خبز ، كرامة، حرية ، إنسانية) – حدثت مواجهات مع الأمن المركزى (الشرطة) الذى رشهم بخراطيم المياه و هم يصلون لتفريقهم ، ثم ضربهم بالقنابل المسيلة للدموع و الرصاص المطاطى ، و مطاردتهم و دهسهم بالمدرعات ، و يقال تم ضرب البعض بالطلقات الحية .

الجمعة 28 يناير 2011 (جمعة الغضب) : نفس شباب صفحة (كلنا خالد سعيد) على الفيس بوك قاموا بالدعوة لتلك المظاهرة ، و كان مطلبهم هذه المرة سياسى و شعارهم (الشعب يريد إسقاط النظام .. الشعب يريد الحرية) ، و قد حدث ما يلى :

1. قامت الدولة بقطع خدمة الإنترنت و الهواتف المحمولة منذ الصباح الباكر كى يفقد هؤلاء الشباب إتصالهم ببعض ، فبدءوا فى توزيع منشورات ورقية !

2. إنسحبت الشرطة تماماً من الميدان فى الخامسة عصراً ، بعد أن فشلت فى مواجهة المظاهرات التى إندلعت فى مدن مصرية كثيرة مطالبة برحيل الرئيس عن الحكم و حل مجلس الوزراء و حل مجلس الشعب المزور .

3. إنزال القوات المسلحة (الجيش) إلى الشارع لإعادة الأمن ، و كان هناك إستقبال شعبى حافل بالجيش بالشعار الشهير (الجيش و الشعب إيد واحدة) .

4. فرض حظر التجول فى ثلاث محافظات مصرية ، هى : القاهرة – الإسكندرية – السويس فقط .

5. حرق الكثير من سيارات البوليس و أوناش المرور و أقسام الشرطة و مقرات الحزب الوطنى (الحزب الحاكم) .

6. إخراج المجرمين من أقسام الشرطة و المسجلين خطر من السجون لإشاعة الفوضى و السلب و النهب ، و تم سرقة معظم مخازن الأسلحة و الذخيرة الخاصة بالشرطة .

7. خطاب الرئيس الأول قرب منتصف الليل و قراره بعدم التنحى عن منصبه و تعيين نائب له لأول مرة (عمر سليمان) و إقالة مجلس الوزراء الحالى برئاسة (أحمد نظيف) و تكليف (أحمد شفيق) بتشكيل الوزارة الجديدة ، دون الإشارة إلى مجلس الشعب (البرلمان) فى القرار الجمهورى .

السبت 29 يناير 2011 :

1. إعادة الإتصالات التليفونية دون إعادة خدمة الرسائل القصيرة SMS .

2. بدء عمل اللجان الشعبية من المواطنين و الأهالى لحماية البيوت و المحلات من السجناء الهاربين و تنظيم المرور و مراقبة الأسعار و جمع القمامة بعد إختفاء البوليس تماماً من الشوارع ، و حدوث إنفلات أمنى رهيب .

الثلاثاء 1 فبراير 2011 (المظاهرة المليونية) : إعتصام أكثر من مليون شخص فى (ميدان التحرير) بقلب (القاهرة) معترضين على الوزراء الجدد و مطالبين برحيل الرئيس و حل مجلس الشعب المزور – فكان خطاب الرئيس الثانى قرب منتصف الليل أيضاً بإنه لن يترشح لفترة رئاسة أخرى فى سبتمبر 2011 و إلغاء مبدأ التوريث لإبنه ، و تعديل المادتين 76 و 77 فى الدستور المصرى الخاصتين بمدة الحكم ، دون الإشارة إلى المادة 88 فى الدستور و الخاصة بالإشراف القضائى على إنتخابات الرئاسة ، مما يعنى إمكانية تزوير الإنتخابات بسهولة فى سبتمبر 2011 !!!

الأربعاء 2 فبراير 2011 (موقعة الجمل) :

1. إعادة خدمة الإنترنت إلى (مصر) .

2. قام عدد من رجال الأعمال (أعضاء الحزب الوطنى الحاكم) بإرسال بلطجية لتفريق المتظاهرين المعتصمين فى (ميدان التحرير) عن طريق : إلقاء كرات النار مشتعلة و زجاجات المولوتوف عليهم – ضربهم بقوالب طوب البناء و كسرات الرخام من فوق أسطح المنازل – ضربهم بالمدافع الرشاشة – دهسهم بالخيول و الجمال الجامحة !!!

3. نزول مظاهرات مضادة (مؤيدة لمبارك) و تراشقهم بالطوب مع المناهضين له ، فتحولت إلى حرب أهلية فى (ميدان التحرير) بين مصريين و مصريين ، و قام الجيش بإنشاء حاجز خراسانى بين الفريقين .

الجمعة 4 فبراير 2011 (جمعة الرحيل) : إستمرار إعتصام الآلاف فى (ميدان التحرير) و إصرارهم على رحيل (مبارك) .

من السبت 5 فبراير حتى الخميس 10 فبراير 2011 (إسبوع الصمود) : إستمرار إعتصام الآلاف فى (ميدان التحرير) و إصرارهم على رحيل (مبارك) .

الخميس 10 فبراير 2011 : الخطاب الثالث لمبارك و الذى فوض فيه السلطة لنائبه (عمر سليمان) و قام بتعديل 6 مواد فى الدستور المصرى .

الجمعة 11 فبراير 2011 (جمعة التحدى) : تنحى مبارك عن حكم مصر بعد 30 سنة و تولى الجيش حكم البلاد بعد أن توجه المتظاهرون إلى (قصر العروبة) قصر الرئاسة .

السبت، يناير 14، 2012

أشعر بالخجل الشديد من نفسى إننى لم أعرف هذا البطل العظيم قبل اليوم



هذا التحقيق منشور اليوم السبت 14 يناير 2012 بجريدة الأهرام – ص 20



رحمه الله رحمة واسعة

عام على ثورة الياسمين

من يصدق مرور عام كامل على نجاح الثورة التونسية العام الماضى يوم الجمعة 14 يناير 2011 ؟! شرارة الربيع العربى .


يومها شاهدنا خطاب (زين العابدين بن على) الأخير و هو يقول للتوانسة كلمته الشهيرة : لقد فهمتكم .. لقد فهمتكم ، قبل تنحيه و هروبه إلى السعودية .

و لم نتخيل لحظة واحدة أننا سنلحق بهم فى نفس الشهر ، حتى أن (صفوت الشريف) قال بمنتهى الثقة : مصر ليست تونس .

لكن بعد إسبوعين بالضبط كانت جمعة الغضب الدامية .. الجمعة 28 يناير 2011 .. يوم لن ننساه حتى موت .

نعم كنا على علم بأن هناك مظاهرات ستحدث فى مصر يوم عيد الشرطة الثلاثاء 25 يناير 2011 ، لكننا تخيلنا أنها ستمر مثل كل مرة بلا جديد ، بدليل أن الثلاثاء 25 و الأربعاء 26 و الخميس 27 يناير كانت أيام عادية جداً ، و قد سافرت مع بعض أفراد أسرتى من الإسكندرية للقاهرة صباح يوم الخميس 27 يناير 2011 ، و كنت أنوى أن أقضى إسبوع فى (القاهرة) .

ثم إندلعت ثورة الغضب الشعبى يوم الجمعة 28 يناير ، فعدت بسرعة صباح السبت 29 يناير 2011 إلى (الإسكندرية) خوفاً من أن أظل حبيسة فى (القاهرة) .. عدت شبه هاربة و شاهدت فى طريق مصر – إسكندرية الصحراوى ما لم أشاهده فى حياتى كلها .. شاهدت أهالى السجناء يتجمهرون أمام سجون الصحراوى و العصابات تسرق حضانات السيارات و قطع الغيار من سيارات الحوادث ، و الدبابات تقف أمام (كارفور) بعد سرقته بالكامل .

و لما وصلنا إلى (الإسكندرية) ، شاهدت كل أقسام البوليس محترقة و مشتعلة .. شعرت إننى فى كابوس مروع و أن هذه ليست (مصر) التى نعرفها .. كأننا فى فيلم أكشن أجنبى .

كان يخيم على البلاد جو كئيب لم نعهده من قبل .. أعتقد أن تلك الكآبة كانت بسبب كم الدماء التى سالت بدون وجه حق .. و كم الشباب الذين قتلوا بدون أى جريمة سوى المطالبة بحياة كريمة .

ثم تنفسنا الصعداء بعدها بإسبوعين يوم الجمعة 11 فبراير 2011 ، عندما تنحى (مبارك) هو الأخر ، فقد إنتهى الكابوس أخيراً .. أو هكذا إعتقدنا فى وقتها !!!