الأحد، مارس 28، 2010

مصارعة الديوك

ظاهرة غريبة جداً و دخيلة على مجتمعنا السكندرى الراقى المتحضر . على شاطئ قنال المحمودية البحرى – و ربما القبلى أيضاً – تقام بعد ظهر كل يوم جمعة حلبة لمصارعة الديوك أو cockfight !!!

تلك الرياضة الدموية الوحشية التى أصبحت الآن محرمة دولياً و غير قانونية فى معظم دول العالم الأقل تحضراً ، تقام هنا على أرض الأسكندرية و عقب صلاة الجمعة المباركة ، فأى تناقض هذا ؟! مجموعة من المراهنين المقامرين يلتفون حول ديكين يتصارعان لساعات طويلة حتى يقتل أحدهما الأخر ، و كلما أوشك أحد الديكة على السقوط ، يرشه صاحبه بالماء كى يفيق و يستطيع مواصلة اللعبة حتى النهاية كى يقبض هو الرهان !! بل و تجد بين هؤلاء المتراهنين كبار سن و ملتحين بالتدين الزائف ، و عندما تعاتب أحدهم و تقول له : إزهاق الروح و النفس حرام !! يرد عليك بمنتهى الغلظة و اللا آدمية : لا يوجد نص صريح يحرم هذه المصارعة !! بل و يقول بمنتهى البجاحة : أولى أن تثوروا من أجل أطفال فلسطين الذين يذبحون كالدجاج ، و ليس من أجل ديوك فى النهاية تذبح و تؤكل ؟! لا أفهم ما العلاقة ؟! أو لسنا حزانى من أجل الأطفال ؟!

و حتى لو لم يكن هناك آية أو حديث شريف ، فأين الرحمة و الإنسانية و الرفق بالحيوان ؟! أى متعة سادية فى رؤية طائر أو حيوان يذرف الدماء من كل قطعة فى جسده ، ثم يسقط على الأرض و يموت ؟!

ذبح الديك بالطريقة الإسلامية لا يعذبه عذاب المصارعة حتى الموت !

أتمنى لو يتحرك أحد من وزارة الداخلية لمنع هذه اللعبة الإجرامية التى تردنا للبربرية و الهمجية و وحشية الجاهلية الأولى .

الأحد، مارس 21، 2010

عيد الأم

يأتى كل عام اليوم 21 مارس ، و عندما نادى العقلاء بإلغائه من أجل الأيتام ، تفتق ذهن طائفة أخرى عبقرية عن عمل عيد اليتيم فى الجمعة الأولى من شهر إبريل كل عام لإسعاد أطفال الملاجئ و اللقطاء !!! و كأن الأيتام هم الأطفال فقط !! أى شخص يفقد أمه حتى لو كان فى السبعين من العمر ، فهو يتيم .

أمى مازالت حية ترزق – أعطاها الله الصحة و بارك لىّ فى عمرها – لكننى فى هذا العيد لا أستطيع الكف عن التفكير فى الأيتام الشباب و الرجال و الشيوخ الذين رحلت أمهاتهم إلى السماء أو الذين لا يعرفون لهم أم .. لا أستطيع نسيان العجائز و الشيوخ فى دور المسنين الذين تنكر لهم أبنائهم .. لا أستطيع نسيان السيدات و النساء العواقر اللاتى حرمن من الإنجاب .. لا أستطيع نسيان تلك الأمهات الشابات اللاتى فقدن أبناء صغار أو الأمهات العجائز اللاتى فقدن شباب فى عمر الورد .

قد تكون هذه القصيدة التعيسة غير مناسبة على الإطلاق لهذه المناسبة السعيدة الحزينة ، لكننى أحبها جداً .. قصيدة قلب الأم للشاعر التونسى الشهير أبو القاسم الشابى عن أم شابة فقدت طفلها الصغير ، فنسته الناس و لم تنساه هى ، و أبو القاسم رغم شهرته العريضة ، إلا إنه رحل عن الحياة و هو يبلغ 25 عام فقط لا غير ، و بالتأكيد ترك فؤاد أمه يحترق عليه كأنه تنبأ فى هذه القصيدة بمشاعرها بعد رحيله .

و قد إخترت لكم هذه الأبيات من القصيدة الطويلة جداً لأنه أقوى مقاطع القصيدة فى نظرى :

كلاً نسوك و لم يعودوا يذكرونك فى الحياة *** و الدهر يدفن فى ظلام الموت حتى الذكريات

إلا فؤاداً ظل يخفق فى الوجود إلى لقاك *** و يود لو بذل الحياة إلى المنية و إفتداك

فإذا رأى طفلاً بكاك و إن رأى شبحاً دعاك *** يصغى لصوتك فى الوجود و لا يرى إلا بهاك