الاثنين، ديسمبر 22، 2008

إلى كل من يتعرضون للنقد الشديد فى بداية حياتهم الأدبية

أقول لهم : لا تلتفتوا لسهام النقد المسمومة الجارحة و الإنتقادات المحبطة الهدامة لأنكم لن تتقدموا خطوة للأمام ، و حاولوا أن تفكروا فى هذه النقاط : أولاً : إذا كان من ينقدكم ليس له أى أعمال أدبية تذكر ، فتأكدوا أن نقده ملوث بالحقد الأسود و الغيرة العمياء لإنه فشل أن يكون له عمل أدبى يحظى بالإهتمام أو حتى بالهجوم مثل عملك ، و لو كان بالفعل له إهتمام بالأدب ، لرد على عملك بعمل أقوى و أفضل . ثانياً : إذا كان من ينتقدكم كاتب مثلك – هاوى أو محترف – فليس من حقه تقييم عملك على الإطلاق ، لإن كل شخص يكتب من منظوره الشخصى ، و ليس من منظور الآخرين . ثالثاً : إذا كان من ينتقدكم ناقد أدبى متخصص أو صحفى كبير ، و معظمهم يكون من جيل غير جيلك الشاب ، فراعى وجود فجوة زمنية و صراع بين الأجيال يجعله لا يستوعب ما تكتبه بسهولة . رابعاً : إذا كان من ينتقدكم قارئ ما أو بعض القراء ، فتذكر أن هناك من أعجبهم عملك و أشادوا به ، و تذكر دائماً إنه لا يوجد إنسان واحد تجتمع كل الناس عليه ، حتى الرسل و الأنبياء ، و لا يوجد كتاب واحد يعجب كل البشر ، حتى الكتب السماوية . لقد تعرضت عن نفسى لنقد جارح هدام – و ليس بناء – من بعض القراء ، كان كفيل بأن أصير معقدة و أترك كتابة الروايات إلى الأبد ، لكننى فكرت بعمق و حيادية فى بعض ، و ليس كل ، النقاط التى تم نقدى فيها ، و تأكدت إنه تجريح و تثبيط للهمة و العزيمة أكثر منه نقد هادف ، و عرفت إنها غيرة و حقد أكثر منها نصيحة مخلصة ، و إستشعرت بأنها سخرية و تحقير أكثر منه نقد بناء يدفع نحو التحسن و التغيير ، فلابد أن يكون النقد عملى و موضوعى فى صميم العمل ، و ليس نقد فى شخص الكاتب نفسه ، فالنقد يكون بالعقل ، و ليس بالقلب و المشاعر و العاطفة ، إلا لو كان هناك إزدراء لدين أو عقيدة ما . لذا قررت أن أطوى و ألقى ما قرأته جانباً و أن أستمر فيما بدأته ، فأعظم الشعراء لم يقرأ أحد قصائدهم إلا بعد موتهم ، و تعرضوا للسخرية و القذف بالحجارة و الطوب ، و أعظم الروائيين لم تعجب أعمالهم عشرات الناشرين و لم يعترف بها أصحاب دور النشر حتى تطوع ناشر مغمور و نشرها ، فصارت ملء السمع و البصر بين يوم و ليلة .